احجار سلوم للكاتب سهيل ياسين

حينما رأى الفتى الصغير (سلوم) التمر ناضجا في نخلة الجيران لم يستطع مقاومة اغرائه، واعتقده دانيا، سهل المنال قريبا من متناول يده، لكنه عندما دنا الى جوار النخلة واصبح تحتها تماما، بدا له الامر مختلفا، حيث كان التمر بعيدا، والصعود الى النخلة مستحيلا.. تسلق الجدار المجاور ومدّ ذراعيه الصغيرتين الى ابعد ما يكون، فلم ينل شيئا، ثم تطاول بقدميه أكثر فأكثر، لم يتمكن من ملامسة اقرب فردة اليه من التمر الذي لابدّ ان يحصل عليه في تلك اللحظة، كم تمنى ان يكون عملاقا طويلا، ما ان يرفع ذراعه حتى يقطف ما يريده ويأخذ بسهولة ويسر ما يرغب به، لم يكن سلوم قصيرا جدا، حينما تمنى ذلك، بل لان النخلة كانت عالية.. هبط الى الارض وفكر بطريقة اخرى..عله يفلح فيها هذه المرة.. نعم سيرميها بالحجارة مباشرة، نعم بالحجارة ملء قوته، وعندئذ ستعطي النخلة ثمارها رطبا يانعا يسقط كثيرا على الارض.. لم يتراجع الى الخلف قليلا ولم يتقدم الى الامام خطوة لبث في مكانه، قريبا من جذع النخلة الكبير.. والقى عدة احجار صغيرة في مرمى التمر.. من دون جدوى، حتى قذفه اخيرا بحجر ثقيل فعاد وهوى سريعا على رأسه، بكى سلوم وسقط مغشيا عليه، بعد ساعة وجد نفسه مسجى على فراشه، معصوب الرأس، يتأوه من الالم، يحيطه الاهل والاصدقاء،
قال ابوه: حذرناك كثيرا من افعال كهذه.. وخاصة نخلة الجيران.. كن عاقلا يا صغيري
قالت الام: ما الذي فعلته بنفسك لم تقطف سوى الحجارة.. هذا مصير كل مشاكس يا سلوم.

شكراااااااااا شموس على المشاركات الحلوة

احجار سلوم للكاتب سهيل ياسين

احجار سلوم للكاتب سهيل ياسين

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة