الدولة : عدد المشاركات : 20تاريخ الميلاد : 13/03/1994العمر : 30مزاجي : احترام قوانين المنتدى : النشاط : 3708الشعبية : 0تاريخ التسجيل : 18/01/2015
موضوع: الضب يشهد بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم 18/1/2015, 12:36 pm
أما أُذنه صلى الله عليه وسلم فكانت على أكمل ما صنع الله من أُذن لإنسان في ظاهرها وتكوينها الظاهر، وكانت كذلك يسمع بها ما لا نسمع ، يسمع بها كلام الوحي ويسمع بها كلام الملائكة ويسمع بها كلام العوالم العلوية ويسمع بها كلام الطيور وكلام الوحوش وكلام الحيوانات وكلام الجبال
فالكل كان يُكلمه ويُحدثه ، فالطير الذي خطف الصحابة صغاره جاء يُـرفرف عليه ، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: {كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، وَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَّرَةٍ فَأَخَذْنَاهُمَا، قَالَ: فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَصِيحُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا؟ قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ ، قَالَ: فَرُدُّوهُمَا}{1}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بجوار حديقة لِرَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ: {مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ (لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟) فَجَاءَ فَتًى مِنْ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَى إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ}{2}
وما ورد في هذا الباب فوق العد من شكوى الطيور وشكوى الحيوانات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كانت بعض الحيوانات تعاونه في دعوته وهذا هو العجب العجاب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ فَأَقْعَى وَاسْتَقَرّ َ، وَقَالَ: عَمَـــدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللَّهُ أَخَذْتُـــهُ ثُمَّ انْتَزَعْتَـــهُ مِنِّي؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: تَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ وَأَسْلَمَ ، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم}{3}
فكان يسمع كل الأصوات لكل الكائنات بكل اللغات ويتكلم معها كذلك كما علَّمه بارئ الأرض والسماوات ، وانظر إلى مدى سماع هذه الأُذن، ذات مرة كان مع أصحابه فقال لهم: {إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَفيه مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ }{5}
سمع صوت السماء وليس المقصود بها السماء القريبة منا ، فهذا الغلاف الجوي لكن السماء التي فيها عُمَّار الملكوت الأعلى ، ومرة أخرى كان جالساً بين أصحابه فأسمعهم وجبة عظيمة أي صوت ضخم ، فقالوا: ما هذا يا رسول الله؟ قال: {هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، فَالآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا}{6}
كيف سمعوه؟ وكم تُقدر المسافة؟ وكيف استقبلت الأُذن هذه الذبذبات؟ وكيف حولتها إلى أصوات؟ عناية الله ورعاية الله بحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم
{1} الحاكم والطبراني {2} سنن أبي داود ومسند أحمد عن عبد الله بن جعفر {3} شرح السُنَّة {4} معجم الطبراني عن عمر بن الخطاب {5} سنن الترمذي وابن ماجةعن أبي ذر {6} صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة