هل تراني ياجدي.؟

موضوع: هل تراني ياجدي.؟ 13/1/2015, 1:07 pm

هل تراني ياجدي.؟
كان سامي يلعب بقطاره القديم يوميا حتى ملّه..وبات يحدث نفسه بتحطيمه..

ويوميا كان يجلس جده ذو الطلعة البهية والوقورة في زاوية الغرفة, يتابع كل حركة في المنزل, ناهيك عن الأخبار اليومية التي باتت خبزه اليومي ووجبته الدسمة الهامة المشوقة.
يعطي أوامره محاولا اختصاره حديثه بقدر المكان , لأن وجوده في المنزل طوال النهار بات أمرا مألوفا,ذلك لأنه أعطى مهامه التجارية الكبيرة لابنه البكر , فحالته الصحية لم تعد كسابق عهدها أبداً.
كان يجود ويجود في رده كلما سأله أحدهم سؤالا صعبا..
يفخر بمقدرته على الرد,وعرض عضلاته المعرفية ,ومعظم ردوده لأفراد عائلته كانت تنحصر بمقولة شهيرة يسمعها كل من حوله:
-كنا وكنا...
فيأتي الرد :
-نحن جيل ذكي جدا ياجدي لكنها الظروف...
لقد فكر سامي أخيرا في كسر قطاره القديم لأنه لم يعد كما كان...
ولأنه أصغر أفراد هذه العائلة هنا ,وبسبب سفر أهله مؤقتا جعل أقامته هنا الخيار الوحيد حاليا, لقد جعلته هذه الحالة يشتاق لأهله بشدة.
ليرى منزل جده برؤية فريدة وجديدة وعن قرب..
لقد بدأ يشعر بشوق كبير يغزة قلبه الصغير ,لمنزله الحبيب ولألعابه الحلوة.

ناداه جده بحرارة ومن بعيد:
-هذا القطار متين جداً ياسامي ..يمكنك أن تغير في ترتيب أجزائه..في جعله ناقلا لإغراض هامة , بدل تنقله بلا فائدة,
أو يمكنك تغيير مظهره مثلا ,تجديد محركه..إنه رائع لأنه متين فعلا..
ليس كل جديد جميل ياسامي..الجديد هو أن نتجدد من الداخل ونفيد ونستفيد..
سأل سامي جده بلهفة وبمحبة وتحفز :
هل كنت تراني وتراقبني منذ زمن ياجدي؟
-كنت أراك بعيني قلبي ياسامي...أيها الرائع ..
ولعلي أرى سؤالا يلمع بين شفتيك الحلوة ...
سرته أفكار جده الرائعة فقال له بلهفه:
-كيف يمكننا الآن إجراء التغيير في القطار ياجدي؟
-سنفككه ونركبه من جديد ونجدد في شكله ونزين مظهره فما رأيك؟
صمت سامي فجاة ...ونظر لجده ولقطاره القديم ,قائلا بعد تردد:
-موافق ياجدي
ريمه الخاني 3-10-2012